ما هى اركان الاسلام ؟ | الدعوة الى الاسلام

الدين الإسلامي الإسلام منهجٌ ربانيٌ هائل، أتى لإخراج الناس من ظُلمات الكفر والشرك والجهل إلى نور السلام والإيمان والعلم، ولا بدّ لذلك المنهج الذي أتى لتحقيق تلك الغايات السامية من دشنٍ وأركان يرتكز عليها ويقوم بها؛ ليُحقّق ما يرنو إليه من مقاصد توحيد الله سبحانه وتعالى، وتحقيق العبوديّة لله سبحانه وتعالى

 وبالتّالي تقصي الاستخلاف في الأرض، وقد بيَّن الرّسول الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- للبشريّة جمعاء ذلك المنهج وطبيعته وأهدافه؛ كي يستقيموا عليه، وتكون أساليبهم وأسلوب حياتهم مبنيّةً بحسب طبيعة ذلك المنهج وأهدافه وأحكامه وقواعده. وشأنه شأن كل المناهج وجميع شوارع الحياة والأنظمة المتواجدة في الدّنيا، فقد وُجِد للإسلام قواعد ومبادئ وأُسُس لا بد من الالتزام بها

 لكي يصبح الإنسان عبداً لله حقاً، وتلك المبادئ هي أركان الإسلام، فلا بد لجميعّ مُسلم أن يتعهد بتلك الأركان حتى يستقيم إسلامه؛ لأن عدم الالتزام بأحد تلك الأركان يُعتبر خطراً عظيماً على الدين والعقيدة وصحّة الإسلام؛ وتأتي هنا أهميّة أركان الإسلام الخمسة ومَكانتها، وأنّ في تمامها تمام الإيمان، وفي نقصها هدمٌ لقواعد الدين الإسلاميّ، فالركن هو الأساس، ولا بدّ أن يصبح الأساس قويّاً وإلا سقط التشييد جميعّه.

 حقيقة الركن الركن لغةً: رَكَنَ إلى الشيء ورَكَنَ يركن ويركن ركناً ورُكوناً فيهما، وركانة وركانيّة أي ثروةَ إليه وسَكَن، وركن يركن ركوناً إذا ثروة إلى الشيء واطمأنّ إليه، ورَكَن إلى الدنيا إذا ثروة إليها، ورَكَن في المنزل يركن ركناً: ضنّ به فلم يُفارقه، وركن الشيء: جانبه الأقوى، والرُّكن: الناحية الشديدّة وما تقوى به من ملك وجند وغيره.

وأمّا أركان الإسلام فهي القواعد والأُسس الأساسيّة التي يقوم عليها الإسلام ولا يستقيم دونها أو بخسارة أحدها.

[١] أركان الإسلام الخمسة للإسلام خمسة أركان تُعدُ بحق أركاناً وأُسساً وقواعدَ يقوم عليها المنهج الإسلاميّ القويم، وقد ذكَرَها المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- في الجديد النبوي الشريف الذي يرويه الصحابيّ الجليل عبد الله بن عمر -وافق الله عنهما- حيث أفاد: سمعت رسول الله يقول: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ سوى اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ).

والأركان الخمسة بالتّفصيل هي كما يجيء: الشّهادتان ومعنى الشهادتين (أن يشهد المسلم بشهادتي الإسلام قائلاً: (أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إلّا اللهُ وأشْهَدُ أنّ محمّداً رسولُ اللهِ))، وتُستفاد تلك الصيغة للشهادتين من قوله تعالى: (أشَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،


 وقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).

أما معنى قول: (لا إلهَ إلّا اللهُ): أي أنّه لا معبودَ يُعبد بحقٍّ في البقاء سوى الله -تبارك وتعالى- وحدَه، وأنّه لا شريك له، لكن هو واحد بألوهيّته وربوبيّته وأسمائه وصفاته، أفاد تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ*إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)؛

فمعنى الشّهادتَين: هو أن يشهد المسلم أنّه لا معبود بحقٍّ سوى الله، وأنّ يشهد أن محمّداً هو عبد الله ورسوله وخاتم الأنبياء والمُرسَيليين.

 معيشة الصّلاة الصلّاة عمود الدّين الإسلاميّ، وأوّل ما يُحاسَب عليه العبد المسلم يوم القيامة الصّلاة، فإن صَلحت صَلح سائر الشغل والعبادة، والصّلاة هي الصلة بين العبد وربّه، ومعنى ركن معيشة الصلاة أن يعتقد الإنسان اعتقاداً جازماً أنّ الله قد أوجب وفرض على جميعّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ أهلٌ للتكليف خمس صلواتٍ مفروضةٍ في هذا النهار واللّيلة، وعلى المسلم أن يُؤدّي الصّلوات الخمس المفروضة حسب وقتها وهيئتها وكيّفيتها، وأنّ يصبح على طهارةٍ، والصّلوات المفروضة هي صلاة الغداة، وصلاة الظّهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء، وتمثّل معيشة الصلاة نافلةً قد كانت أو فرضاً صِدقَ وصحة التّوجُّه إلى الله تبارك وتعالى وحدَه لا شريك له في الموضوعات جميعها، مع صدق التوكّل عليه، وصدق اللّجوء إليه.

 ودقّة التعبير باللفظ الدّال على معيشة الصّلاة هو إقامتها على أمثل وجهٍ مُمكن والإتيان بها على حقيقتها، وذلك هو المطلوب من جميع مسلم تحقيقه في الصّلاة، وهي الصلة اليوميّة بين العبد وخالقه، فالمطلوب إقامتها لا أداءها فحسب؛ لأن الأداء لا يقصد الإتيان بها على حقيقتها، فللصّلاة أثر عجيب إذا ما أقامها المُسلم بحقّها والتزم أخلاقها التي تدعو لها، والفضائل التي تُرشِد إليها، فكلّ مسلمٍ التزم بهذه الأخلاق عقب التزامه بتأدية الصّلاة فهو مسلمٌ مُنفيسٌ للصّلاة، وفرقٌ هائل بين مُنفيسٌ للرّكن ومؤدٍّ له.

 أفاد تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).

 إيتاء الزّكاة الزّكاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي حقٌّ لازمٌ في الثروة في أوضاعٍ مخصصّةٍ في موعدٍ مُحاجزَّدٍ، والزّكاة هي الحجم اللازم إخراجه من نقود المسلمين لمُستحقّيه، ويكون هذا في الثروة الذي وصل النِّصاب الشرعيّ مُحاجزّد الكمية في الشريعة الإسلاميّة بنظامٍ دقيقٍ وبشروطٍ مُعيّنةٍ، ويُطلَق لفظ الزّكاة على الكمية الذي يتم استخراجه من مجموع الثروة المُزكّى به، فيُسمّى هذا الكمية المُستخرَج من الثروة زكاةً‏.

 وقد أوجب الله سبحانه وتعالى الزّكاة في الثروات التي لها قابليّة النموّ والزّيادة، فأوجب الزكاة في الثروات التي يستطيع تنميتها، وهي الأنعام، والذّهب والفضّة اللذان يُعرفان بالنقدين، وأيضا من الثروات التي تنمو فأوجب فيها الزّكاة؛ كالزروع والثمار، وعروض التجارة. أمّا بنوك الزّكاة فهي ثمانية بنوك؛ وقد بيّنها الله تبارك وتعالى بالنص عليها في القرآن الكريم بقوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،

 ولذلك فمصارف الزّكاة التي أوجب الله صرفها عليها هي تلك البنوك الثمانية، فمن أخرج الزّكاة في غير تلك البنوك فلم يَقُم بالرّكن المطلوب منه، ولا تسقط عنه فريضة الزكاة؛ لأنّه لم يَقُم به بالكيفيّة الشرعيّة المُحاجزّدة في ذلك الرّكن، وتبقى ذمته مشغولةً بذلك الثروة الذي أوجبه الله عليه فرضاً حقاً لأصناف الزّكاة الثّمانية، ويجب على المسلم إخراج كمية الزّكاة اللازم عليه فورَ وجوبها، بشرط أن تصبح وصلت النِّصاب الشرعيّ المُحاجزّد أيضاًً بالشريعة الإسلاميّة عن طريق سيستم الزّكاة، ويشترط ايضا أن يُحوّل الحول على الثروة، فأي مسلم حالَ على ماله عام كاملة مع بقاء بقية شروط الزّكاة وجب عليه إخراج الزّكاة فرضاً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الزّكاة عبادةٌ شأنها شأنُ بقية العبادات، فيجوز تأخير صرف الزّكاة لمُستحقّيها مع بقاء الأوضاع المخصصّة أو حتى العامّة التي تغير دون صرف الزكاة، فأحكام التيسير نحو المَشقّة لدفع الضّرر تُطبق كذلكً في الزّكاة، ولكن على ألا يصبح الدّافع هو التهرّب من صرف حقوق المُستحقّين لأموال الزّكاة.

الصّيام يُعرّف الصّيام بأنّه الإمساك عن كل المُفطرات من الغداة الصادق إلى غروب الشمس؛ بغرض التقرّب إلى الله وطاعته، والتزام كلفه سبحانه وتعالى. فالصوم هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وله أحكام مخصصّة وكيفيّة شرعيّة، ويجب التقيّد فيها كما أتت دون مبالغةٍ أو نُقصان، ولا يعتبرّ العبد مُحقّقاً لحقيقة الصوم إلّا إذا ترك وأمسك عن كل المفطرات الحسيّة والمعنويّة؛ فالمُفطرات الحسيّة هي الطعام والشّرب، والمُفطرات المعنويّة هي الممارسات والأمور المُنقِصة لأجر الصّائم من الذّنوب؛ فيُمسك عن ارتكاب الذنوب والمعاصي والمُنكَرات، فيبتعد عن الخصام والرّفث، وبما أنّ الصّوم ركنٌ من أركان الإسلام فهو فرضٌ على جميع مسلمٍ ومسلمةٍ بشرط أهليّة التّكليف.

 شعيرة الحجّ ومن أركان الإسلام الخمسة أيضا شعيرة الحجّ الذي فرضهُ الله تبارك وتعالى على المسلمين مرّةً واحدةً في حياة الإنسان، بشرط التمكن الصحيّة والماليّة، وأن يصبح الطّريق إلى شعيرة الحجّ آمناً بحيث إذا ترك بلاده وسافر للحج فإنّه يأمن الطريق وشروره على الأغلب، فإن لم يأمن الطّريق وغلب على الظنّ الهلاك إذا خرج من بلده؛ فتنتفي التمكن بانعدام أمن الطّريق، وهذا لقوله سبحانه وتعالى: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،

 أمّا معنى شعيرة الحجّ وقد عرّف العلماءُ شعيرة الحج بأنه (غايةُ منزل الله تعالى بصفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ مخصوصٍ، بشرائطَ وأركانٍ وفروعٍ مخصوصةٍ).

اسلام | هدهد | هدهد سلام | الدعوة | الدعوة الى الاسلام | مشروع هدهد | دعوة | مسلمون | مسلمون جدد | الدين الاسلامي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اداب الحوار فى الاسلام واهميته ؟| هدهد سلام

كيف أثر الاسلام فى الحضارات الأوروبية | الدعوة الى الاسلام