ما معنى الدعوة الى الله؟ | الدعوة الى الاسلام

معنى الدعوة الدعوة لغةً: مصدر دَعَوَ، أمّا معناها فأن تُميلَ الشيء إليك بصوتٍ وكلامٍ يصبحُ منك، يقال: دعوتُ أدعو دعاءً، والدعوة إلى الأكل، والدِّعوة في النَّسب بالكسر. الدعوة في الاصطلاح الشرعيّ لها زمرة من المعاني، منها: الدعوة بمعنى الإيمان بالله: فإن الدعوة إلى الله تعني الإيمان به وبما أتى به الرُّسل عنه -سبحانه وتعالى- في الكتب السماويّة، والإيمان بآخر الأنبياء والرّسل لاسيماً وبكتابه ودينه الذي ارتضاه الله لنا. يتضمّن هذا الإيمان بجميع ما يجب تمام وصحة إيمانه من الدعوة للإيمان بالله وتوحيده، وتقديسه، وتنزيهه، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله وأنبيائه، والتَّصديق بكل ما أُمر به الخلق من الصّلاة، والصّيام، والزكاة، والحج، وسائر العبادات والمعاملات.

 الدعوة بمعنى جماعة المسلمين: ويُغاية بها ما أتى به النبيّ محمد -عليه الصّلاة والسّلام-؛ أي هي حركة إحياءٍ للنّظام الإلهي الذي أرسل به الله -عزّ وجلّ- نبيّه محمد -عليه الصّلاة والسّلام- وأمره بتبليغه للأمة، وهو ما قامت الأمة الإسلاميّة عليه من القواعد والأسس والأنظمة والتّشريعات.

 مدد الدعوة الإسلامية مرّت الدعّوة الإسلاميّة بمرحلتين رئيستن؛ هما الفترة السريّة والمرحلة الجهريّة، وقد كانت حوادثهما وتفصيلاتهما على النحو القادم

 فترة الدعوة السِّرية استجاب رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- لأمر ربّه عقب أن كلفه بالدعوة من خلال جبريل عليه السّلام، فبدأ بدعوة أهل مكة للإيمان بالله وحده والكفر بالأصنام وجميع الأشكال الشركيّة التي قد كانت مُنتشرةً في هذا الحين، بلَّ دعوته في هذه المرحلة قد كانت سرّاً؛ وهذا حذراً من ردّة تصرف قريش إذا ما علموا بظهور الإسلام وانتشاره، فقد قد كانت قريش مُتعصِّبةً لعبادتها ووثنيّتها وأصنامها، فاقتصرت إلتماس النبي في هذه الفترة على من قد كانت تربطه ارتباطٌ وثيقةٌ بالنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- حتى يكفل سريَّة ما دعاه إليه حتى إن لم يُجبه إليه، لهذا يتضح أنَّ أوَّل من آمن بالنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في تلك الفترة هم أكثر قربا الناس إليه، وقد كان أولهم تماما زوجه خديجة فتاة خويلد رضى الله عنها وابن عمه علي بن أبي طالب، ومولاه زيد بن حارثة، وأبا بكر الصديق عبد الله بن أبي قُحافة، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص، وغيرهم رضى الله عنهم جميعاً. 

كان هؤلاء الصّحابة -رضوان الله عليهم جميعاً- إذا ما أرادوا الالتقاء برسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- يلتقون به سرّاً، وكانوا إذا ما أرادوا مُمارسة العبادات لجؤوا إلى شِعاب مكة حتى لا يراهم أحدٌ من كفار قريش، ولما ازداد عدد المسلمين في تلك الفترة عن الثلاثين ما بين رجال ونساء رأى رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أن يجعل لهم مكاناً مخصصّاً للعبادة بعيداً عن أعين قريش، فاختار لهم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وقد كان فيها يتقابل بهم فيُرشدهم ويُعلّهام أمور دينهم، وقد وصل المسلمون في تلك الفترة قُرابة الأربعين، مُعظمهم من المتعسرين والعبيد والضعفاء الذين ليس لهم شأنٌ في قريش. فترة الدعوة الجهرية لما فشى الإسلام في مكة وارتفع عدد المسلمين وأصبحت قريش تتحدث به.

أمر الله -سبحانه وتعالى- رسوله الكريم أن يجهر بالدعوة وبما جاءه من الحق، وقد كان هذا عقب ثلاث سنينٍ من بعثة النبي -عليه الصّلاة والسّلام- حيث أتى في هذا قول الله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)،[٥] كما صرح تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ*وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ*فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ).[٦] جهر رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بالدعوة تطبيقاً لأمر الله -سبحانه وتعالى-، فعمد إلى جبل الصفا حتى إيقاف عليه، ثم جعل ينادى: (يا بني فِهْرٍ، يا بني عَدِيٍّ، لبطونِ قريشٍ، حتى اجتمعوا، فجَعَلَ الرجلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أن يَخْرُجَ أَرَسَلَ رسولًا؛ ليَنْظُرَ ما هو، فجاءَ أبو لهبٍ وقريشٌ، فقال: أَرَأَيْتَكم لو أَخْبَرْتُكم أن خيلًا بالوادي ترغب فيُ أن تُغِيرَ عليكم أَكُنْتُم مُصَدِّقِيَّ؟ صرحوا: نعم، ما جَرَّبْنَا عليك سوى صدقًا، صرح: فإني نذيرٌ لكم بينَ يَدَيْ عذابٍ حادٍ، فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك سائرَ هذا النهارِ، أَلِذلك جَمَعْتَنَا؟ فنزَلَتْ: تبت يدا أبي لهب وتب*ما أغنى عنه ماله وما انتصر).[٧] ثم عقب هذا بدأ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- بدعوة أهله وقرابته فجمعهم إليه ودعاهم للإسلام، فقال: (يا بني كعبِ بنِ لؤيّ، أنقِذُوا أنفُسَكُم منَ النارِ، يا بني مرةَ بنِ كعبٍ، أنقذُوا أنفُسَكُمْ منَ النارِ، يا بني عبدِ شمسٍ أنقذُوا أنفسَكُم من النارِ، يا بني عبدِ منافٍ أنقذُوا أنفُسكُم من النارِ، يا بني هاشمٍ أنقذُوا أنفسكُم منَ النارِ، يا بني عبدِالمطَّلبِ أنقذُوا أنفُسكمْ منَ النارِ، يا فاطمةُ أنقذِي نفسَكِ منَ النارِ، فإني لا أملكُ لكُم منَ اللهِ شيئًا غيرَ أنَّ لكُم رحِمًا سأَبُلُّها ببِلالِها).[٨] فأدبر أهل قريش عن النبي وتنكّروا لدعوته مُدَّعين أنهم لا يمكنهم ترك دينهم الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، ثم عقب هذا انتقلت الدعوة الإسلاميّة من السرِّ إلى العلن، ومن الزعر إلى الصدام، فعُذِّب من آمن بمحمد -عليه الصّلاة والسّلام- ووُجِهَ النبيّ بكافة أنواع الصدِّ والتنكيل والتّضييق، حتى أتى أمر الله للنبي ومن معه من المُسلمين بالهجرة إلى المدينة.

اسلام | هدهد | هدهد سلام | الدعوة | الدعوة الى الاسلام | مشروع هدهد | دعوة | مسلمون | مسلمون جدد | الدين الاسلامي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اداب الحوار فى الاسلام واهميته ؟| هدهد سلام

ما هى اركان الاسلام ؟ | الدعوة الى الاسلام